عرضت على صدام حسين اشرطة فيديو تتضمن مظاهرات مناهضة له في العراق وعمليات اكتشاف قبور جماعية وتعذيب واعدام السجناء، خلال فترة حكمه،حسبما افاد مسؤولان اميركيان تلقيا عدة تقارير عن التحقيقات التي تجري مع الرئيس العراقي السابق.وكان الهدف من تلك الخطوة هو«استثارته«لاصدار تعليقات غير حذرة من خلال مواجهته بادلة يمكن استخدامها في محكمة جرائم الحرب. حسبما افاد المسؤولان، احدهما من الادارة الاميركية والثاني من وكالة الاستخبارات المركزية(سي.آي . ايه) ويشار الى ان اشرطة التعذيب والاعدامات كانت اعدت من قبل نظام صدام.وكان بعضها يرسل الى اقارب الضحايا لتخويفهم،وقد حصل المسؤولون على بعض هذه الاشرطة من اقارب الضحايا.
ويراقب المحققون ردود فعل صدام لتوجيهها خلال التحقيقات معه في المستقبل، حسبما قال مسؤول الاستخبارات.
وفي اليومين الاولين من اعتقاله تعرض صدام لضغوط للكشف عن تفاصيل العمليات المحتملة ضد قوات التحالف،الا انه نفى علمه بأي شيء،وقال مسؤول الاستخبارات ان المحققين يحققون معه بطريقة منظمة،اذ يسألون اسئلة يعرفون اجابتها بهدف اختبار مدى صدقه ويشارك في التحقيقات مسؤولون كبار من الجيش الاميركي ووزارة العدل ووكالات الاستخبارات الاميركية،وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع ان وكالة«سي.آي . ايه« ستقود التحقيقات،لكن صدام سيظل رهن الاحتجاز العسكري، ويأمل المحققون في العمل تدريجيا لاختراق شخصية صدام المشاكسة وما وصفه المسؤولون بردود فعله الحذرة،وقال المسؤولان ان المحققين يأملون في ان يتفاخر صدام بجرائمه باعتباره رئيسا للعراق.
وفي النهاية سيجري استجوابه بطريقة اكثر تحديدا عن الاسلحة الكيماوية والبيولوجية،والدول التي ربما ساعدت العراق في برامج التسليح وعلاقات العراق بتنظيم«القاعدة«.
وطلب الرئيس الاميركي جورج بوش انزال اقصى عقوبة بحق صدام حسين،لكنه اضاف ان مصيره يرجع الى الشعب العراقي،واوضح بوش في مقابلة مع شبكة«ايه .بي .سي« التلفزيونية:«اعتقد انه يجب ان يلقى اقصى العقوبة بسبب ما فعله بشعبه،انه قاتل ومعذب،كانت لديهم غرف اغتصاب،هذا طاغية يثيرالاشمئزاز.
وقد اعد فريق خبراء من وكالة(سي.آي .ايه)كان اجرى التحقيقات مع عناصر«القاعدة«خطة مرنة للتحقيق مع صدام اقرها المقر الرئيسي للوكالة.وقال مسؤول حكومي اميركي ان الخطة تتضمن تحديد«الازرار التي يجب الضغط عليها،اضافة الى قائمة تفصيلية مكثفة من الاسئلة«.
وسيقدم التحقيق مع صدام للولايات المتحدة فرصة وتحديات هائلة. ويأمل المسؤولون في الحصول على معلومات تساعدهم في هزيمة المقاتلين في العراق،وذكروا ان وثيقة تم العثور عليها مع صدام عند القبض عليه اثبتت فائدتها،حسبما قال المسؤولون،وسيركز المحققون على اهتمامات واسعة النطاق، فبعض المسؤولين الدفاعيين،بصفة خاصة،يعتقدون ان صدام يملك معلومات حول منظمات الارهاب الدولي.
وقال خبراء في التحقيقات الاستخباراتية ان منح وكالة«سي .آي.ايه« الاشراف على التحقيقات يعكس تعدد المعلومات التي تأمل الولايات المتحدة الحصول عليها من صدام وهو ما يتعدى مجرد المعلومات المفيدة للمؤسسة العسكرية في العراق.
وذكر جون روثروك وهو محقق متخصص في التحقيق مع المقاتلين كان يعمل في القوات الجوية الذي تولى فيما بعد التحقيق مع المنشقين السوفيات لحساب وكالة(سي .آي.ايه)،انه من المرجح ان يجري التحقيق طبقا لبرنامج معد من قبل،نوقش بل وتمت تجربته لعدة شهور.
ومن المرجح ان يبدأ التحقيق بأسئلة«محكمة«يعرف المسؤولون الاجابة عليها،بدون علم صدام،وذلك بهدف تقييم ما اذا كان الرئيس السابق يقدم معلومات صادقة ام لا.
وسينضم خبير نفسي تابع للحكومة الاميركية الى التحقيق لتجديد وتحسين معلومات وكالة(سي .آي .ايه) عن صدام،سيعتمد ذلك، ليس فقط على مراقبة ردود فعله مع محتجزيه ولكن ايضا حول رقابة سرية بل ومعلومات نفسية،مثل طريقة النوم،طبقا لما ذكره روثروك.
وسيتولى محققان او ثلاثة،خلال التحقيقات استخدام استراتيجيات مختلفة،كما ذكر روثروك،بما في ذلك اسلوب«الشرطي السيء والشرطي الجيد«. ومن بين الوسائل الاخرى المستخدمة جعل شخص يبدو كأنه قادم من خلفية مختلفة تماما،بحيث يتصرف كصاحب رتبة عالية.سيكون ذلك الشخص بالتأكيد متحدثا للغة العربية وسيتحدث الى صدام مباشرة ويعبر له عن اختلافه مع الموقف الاميركي.
وقال روثروك انه من الضروري في الجلسات الاولى ان يتأكد صدام ان محققيه لا يعتبرونه الرئيس العراقي المسجون،واضاف:«واضح انك ستمارس لعبته اذا عاملته كرئيس للدولة«.
وجزء من خبرات وكالة الاستخبارات المركزية للتشويس على السجين يعرف باسم عملية«الاعلام الزائفة« التي تستخدم ديكورات وتنكر بهدف خداع الاسير للاعتقاد انه في بلد آخر،او الاطلاع على صحيفة تنشر نبأ عن خيانة كبار مساعديه له.
وذكر جيرولد بوست وهو مسؤول سابق عن اعداد ملف عن صدام حسين لوكالة الاستخبارات المركزية واستاذ علم النفس في جامعة جورج واشنطن،ان نصيحته هي:« على المحققين الآن التركيز على آنيته المتضخمة وجعله يتفاخر بخصوص كيفية خداعه لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة