لماذا غيرت الادارة الامركية خططها العسكرية اتجاه ايران

- لماذا غيّرت الإدارة الأميركية خططها العسكرية تجاه إيران عبر استبدال الضربات الجوية للمفاعلات النووية باستهداف مراكز الحرس الثوري؟
- وكيف سينعكس اعتماد النظام القضائي الجديد وديوان المظالم على العمل القضائي في السعودية؟
- وما احتمالات تمدد النشاط البركاني فوق جزيرة جبل الطير اليمنية إلى جزر أخرى؟
منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا إلى بانوراما الليلة، وقبل الدخول في التفاصيل والتحليل نتوقف مع موجز بأهم الأنباء.
[موجز الأنباء]
منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد، إذا صحت المعلومات التي نشرتها مجلة النيويوركر الأميركية حول تغيير الإدارة الأميركية لخطتها العسكرية لضرب إيران باستبدال ضرب المفاعلات النووية بتوجيه ضربات جوية إلى مراكز للحرس الثوري الإيراني, فإن ذلك يشير إلى أن قرار ضرب إيران قد حُسم.
لكن السؤال هو إذا كان المستهدف هو شل النشاط النووي الإيراني فلماذا إذاً استبدال ضرب المفاعلات النووية بضرب مراكز الحرس الثوري؟ وما الذي تريده واشنطن من خلال ضرب هذا الهدف تحديداً؟ وهل تعتقد أنها ستنجح من خلال هذه الضربة في شلّ حركة إيران العسكرية وقدرتها على الرد؟ وكيف تتوقع الإدارة الأميركية أن يكون رد طهران إذا كان الهدف مجرد توجيه رسالة تحذيرية إلى إيران؟ وفي حال كان رد إيران التي يبدو أنها تتهيأ لهذا الاحتمال واسعاً, كيف ستتصرف الإدارة الأميركية؟ وهل يبقى بمقدروها التحكم بمسار اللعبة وحدودها؟





[url=]هل تغيير الخطة العسكرية يعني حسم المعركة؟[/url]
نجاح محمد علي: تغيير خطة ضرب إيران هل يشكّل حسماً لقرار الحرب أم يبقي الأمر في إطار الحرب النفسية؟ طهران لا تزال عند رأيها في هذا الموضوع فهي لا تعير اهتماماً كبيراً للأنباء التي تتحدث عن حرب وشيكة ضدها.
مجلة نيويوركر الأميركية نقلت أن واشنطن تعتزم إذا اضطرت إلى الخيار العسكري تعتزم ضرب أهداف معينة للحرس الثوري في إيران، هذا الجيش العقائدي الذي يُعرف باللغة الفارسية باسم سوبا بازدران يتمتع بقيادة مستقلة تتلقى أوامرها مباشرة من الولي الفقيه مرشد الجمهورية الإسلامية.
الحرس الثوري أُسس بعيد سقوط نظام الشاه عام 1979 وذلك بعد أن رفض الإمام الخميني الراحل اقتراحاً تقدم به الليبراليون بحلّ الجيش بذريعة أنه جيش الشاه.
الحرب مع العراق التي استمرت ثمانية سنوات حولت الحرس الثوري إلى إمبراطورية، فهو يتألف من نحو نصف مليون مقاتل ولديه قوات جوية وبرية وبحرية، وفيلق خاص لدعم ما يسمى بحركات التحرر هو فيلق القدس.
قوات البسيج المتطوعون هم أيضاً نصف مليون من الشبان والفتيان المتدربين ويرتفع هذا العدد إلى عشرة ملايين في زمن الحرب, وتخضع هذه القوات لقيادة الحرس الثوري. ومنذ انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد القادم من حديقة الحرس الثوري الخلفية مُنحت هذه المؤسسة دوراً أكبر في رسم سياسة البلاد الاستراتيجية.
الحرس الثوري الإيراني يملك مفاتيح الرد على أي هجوم تتعرض له إيران, وقد تم تشكيل وحدة خاصة بالعمليات الانتحارية وهو يملك أنظمة صواريخ متطورة للرد على أي هجوم محتمل يأتي في الغالب من الجو بواسطة طائرات مقاتلة, ومن البحر من القوات الأميركية الموجودة في الخليج، وتتهم واشنطن البازدران من خلال فيلق القدس بزعزعة أمن العراق واستقراره وهو ما تنفيه طهران, كما تنفي أنها تقف وراء إنشاء حزب الله وباستمرار دعمه في لبنان ودعم المنظمات الفلسطينية لتقويض إسرائيل.
وما يمكن أن تخشاه واشنطن إذا نفذت بالفعل سيناريو استهداف الحرس الثوري هو تلك الخلايا النائمة التي نشرها الحرس الثوري في أرجاء العالم.
فهل تتحقق فرضية تغيير الأهداف؟ وما هي احتمالات الرد الإيراني المباشر؟ وأين سترد إيران أولاً؟ وماذا عن القوات الأميركية في العراق هل ستكون رهينة في أيدي الحرس الثوري؟ والأكثر خطورة هو هل ستتحول الضربة إلى مواجهة شاملة بين الولايات المتحدة وإيران؟ نجاح محمد علي - العربية.
منتهى الرمحي: معنا من لندن الدكتور مأمون فندي مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد الدراسات الدولية بلندن، ومعنا من واشنطن الدكتور عمرو حمزاوي كبير باحثي مؤسسة كارنيغي للسلام، ومن طهران عبر الهاتف أمير موسوي الباحث الاستراتيجي، أهلاً بكم جميعاً وأبدأ مع ضيفي من طهران أولاً, الإشارات هذه من نيويوركر أو التقارير في نيويوركر بتغيير الولايات المتحدة الأميركية لخطط الحرب من ضرب الأهداف المفاعلات النووية إلى ضرب مراكز للحرس الثوري، هل تقرؤونها في إيران على أنها حسم لقرار الحرب؟
أمير موسوي: نعم في الحقيقة هذه التقارير أو التسريبات الإعلامية تأتي في إطار الحرب النفسية ضد إيران، يعني إلى الآن هذه التقارير الآن تكررت خاصة خلال السنوات الثلاثة الماضية, ونرى التغييرات في هذه التقارير كلها لتخويف عسى أن تخوف من خلال هذه التقارير الحكومة الإيرانية أو الشعب الإيراني, حتى يبدأ بالضغط على الحكومة الإيرانية لإبداء بعض التنازلات في مواقفها الصلبة تجاه الملف النووي الإيراني، لكن تبديل هذا التقرير عندما بدل الأهداف الإيرانية من أهداف نووية إلى أهداف عسكرية تابعة للحرس الثوري أنا أعتقد لها قراءات, وربما يمكن بعض الملاحظات المهمة في هذا الموضوع، الملاحظة الأولى أن البرنامج النووي الإيراني ثبت للعالم كله وخاصة بعد اجتماعات نيويورك الأخيرة أن برنامج إيران النووي سلمي وخاصة بعد الاتفاق الذي تم بين الوكالة وطهران، حيث أكد الدكتور البرادعي أنه سائر وماضي نحو الحلحلة الكاملة لهذا الموضوع، إذاً فقدت الولايات المتحدة الأميركية نوعاً ما الورقة المهمة للصراع مع طهران، ولكن عندما أدرجت الحرس الثوري الإيراني في لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية, أنا أعتقد هذه نقطة ربما تسوغ لها أن توجه ضرباتها إلى الحرس الثوري، هنا تكمن القصة والسر في هذا الأمر، يعني يمكن في نوايا القوات الأميركية استهداف المواقع أو المجمعات السكنية في إيران, لأن الحرس الثوري لم يمتلك فقط معسكرات، الحرس الثوري قوة شعبية كما ذكر تقريركم حدود العشرة مليون شخص ينتمون نساء ورجال إلى هذه القوة، وطبعاً الإحصائيات في إيران تقول أنه يقارب 18 مليون منتسب إلى الحرس الثوري هؤلاء منتشرون في المدن والقرى والمراكز المهمة في إيران، إذاً الإدارة الأميركية تريد أن تعطي لنفسها الحق من الآن عندما توجه ضربات إلى مجمعات سكنية حتى تقول أن هناك كانت قاعدة للحرس الثوري وما شابه ذلك، ولكن طبعاً ستكون أنا باعتقادي المواجهة ستكون خطيرة جداً وشاملة..
منتهى الرمحي: دعنا نترك موضوع المواجهة لبعد قليل سيد أمير موسوي لأننا سنأتي عليه، دكتور مأمون فندي ما رأيك بما قاله السيد أمير موسوي؟ هل هي مجرد عمليات تخويف فقاعات إعلامية لجس النبض الإيراني؟ أم أنه يمكن قراءتها من ناحية ثانية على إنه قرار الحرب قد حُسم والمسألة هي تغيير في الأهداف قبل أن نتحدث عن لماذا تغيير الأهداف؟
د. مأمون فندي: أولاً يمكن قراءتها على مستويين, المستوى الأول هو أن عملية الحرب باتت مطلباً أساسياً بالنسبة لثلاثة أطراف أساسية, الطرف الأول هو الحزب الجمهوري والذي يخوض الانتخابات القادمة ومعه رصيد ضعيف جداً ولن ينجح إلا بفتح جبهة مواجهة جديدة ربما تعزز من قوة الحزب الجمهوري وتجعله على الأقل لديه رصيد في الوضع الداخلي الأميركي، المطلب الإسرائيلي أيضاً بضرب إيران النووية التي تهدد كيان إسرائيل, كما أن هناك أيضاً مطلباً إقليمياً بأن ميزان القوى في منطقة الخليج تحديداً قد اختل نتيجة لهيمنة إيران على الوضع في العراق، كل هذه المستويات تجعل عملية السير في اتجاه الحرب تقريباً مطلباً لجبهات ثلاث أساسية..
منتهى الرمحي: لكن دول الخليج إذا ما تحدثنا إقليمياً لا أحد في المنطقة يريد حرب مع إيران, كلهم يتحدثون عن أنهم يريدون من إيران أن تتعاون أكثر في موضوع الملف النووي الإيراني, لكن لا أحد يأتي على ذكر الحرب, وهم لا يريدون تسهيل أية عمليات عسكرية أميركية من أراضيهم يعني هذا ما أُعلن.
د. مأمون فندي: ما يعلن شيء ولكن ما هو حقيقي شيء آخر، أن هناك خلل استراتيجي في المنطقة لا تستطيع أي دولة من دول الجوار حول إيران أن تتعايش معه وخصوصاً الدول الصغيرة, هذه الدول الصغيرة كما رأينا في التسعين أن صدام حسين استطاع أن يدخل بحجمه الكبير أن يدخل إلى دولة صغيرة، هناك قلق حقيقي في الغرف المغلقة أما الحديث للإعلام فهو شيء آخر، الشيء المهم في تقرير سيمور هيرش من وجهة نظري, وأنا أعتقد أن الرجل محترم ويستحق كل الاحترام لكن المهم في نظرياته هو ليس تبديل الحرس الثوري بالملف الإيراني كما ذكر الأخ من طهران، ولكن قضية إدراج الحرس الثوري على قائمة المؤسسات الإرهابية أولاً يجعل احتمالية المواجهة بين إيران وأميركا ممكنة، أولاً يجعل الحرس الثوري حسب القانون الأميركي أنه هدف مشروع بالنسبة للقوات الأميركية سواء كان في العراق سواء كان في لبنان سواء كان في أميركا ذاتها، أي هدف هو هدف مشروع يمكن التعامل معه في أي شكل سواء كان بشكل مالي أو بشكل عسكري أو بكل الأشكال الممكنة، فهذا يوسع من مجال الحرب ولا يضيقها من وجهة نظري.