عنوان عراقيتكم .. انا
انسحق هناك .. أتلظى هنا ..
أنا طفل عراقي أنا
اصبحت من نفايات العالم
مسلوب الارادة .. معدوم الهنا
اشباح الموت تلاحقني
تلهو بي .. تقتلني انا
تنكر صبوتي .. يسحقني الفنا
حين يهتك الاشرار
هذا الجسد النحيل
يسكت كل الصمت ..
يهتاج كل العويل
كي أرى مهجتي
تخرج من اعماقي أنا
هل تتسلل .. ؟ هل تتبدد .. ؟
هل تتشظى في ارض العراق ؟
تسفح كالماء .. وتراق
في صحراء قائضة
اسمها العراق
مات عنوان العراق !!
كنت احلم ها هنا
حين يفا جئني العنا
بدفئ عينيه ..
أسأل كل رفاقي أنا :
اين أبي ؟ اين أّمّي ؟
من افقدني حضن اهلي ؟
من جعلني عاريا
في كل العراء ؟
من تركني جائعا أنا
في غابة موحشة
ارتعش من خوفي هنا
يا فجرا احمرا
يطلع في كل لحظة
منذ خمسين سنة
في كل هذا العراق
يا فجرا قتله الاشقياء
اولاد الخنا .. بقايا الزنا
بين الساقية الحمراء
فوق الرابية الهوجاء
الدم يجري هناك أو هنا
أسأل بعد جناية العصر :
هل اكون عنوان العراق !
-2-
هل أقف ها هنا
انشد : عنوان العراق ؟
هل أخفي دهشتي أنا ؟
هل اتلو قصّتي هنا
يا اوصيا .. يا سدنة
من يفّسر لي أنا :
" فأما اليتيم فلا تقهر " ؟!!
لا استطيع الوقوف أنا
فانا اشقى كل المشاق
فالملح في كل الجروح
والاحداق
والنار تأكل اجزائي
بعثروني هنا
في الشتات البائس ؟
ماتت رؤيتي ورؤاي
ثمّ ماذا ؟
اعور انت .. أعمى انا !!
هل اكون حقا عنوان العراق ؟
ماتت كل الرؤى .. ضاع كل البشر
في كل منعطف .. في كل زقاق
هل اكون حقا عنوان العراق ؟
في الاكوان الجميلة
التي كانت بيننا ؟
ثورتك الحمقى اضاعتني أنا
أتلظى ها هنا
من براكين النار
اسقطوا الاحجار
على رأسي أنا
كبّلوني بالقيود .. بالاطواق
قطفوا كل ألازهار
خبأوا كل الاسرار
تحت عبا ءات سود
ماتت فرحتي انا ..
دفنوا طفولتي ها هنا
في مقابر العشاق
لتكون شاهدة حية
على أول رعشة
على ارض العراق
على آخر صرخة
كانت بيني وبين العراق
واختفت شهقتي انا
وانطوى جسدي ها هنا
بانت عظامي الكسيحة
وتلاشت دمعتي انا
وطال احتضاري ها هنا
اشهق مثل يمامة
مذبوحة
قبل الغروب
ولا تسمع غير العواء
في كل هذا العراق
هل اكون عنوان العراق ؟
-3-
يا وزيرا في هذا العراء
عفوا : في هذا العراق
يا نائبا من هذا العفن
عفوا : في هذا الزمن
يا منشدا .. اغنيات التافهين
يا فضلة ..
من بقايا السابقين
من حكايا الساخطين
من اسلاب السلاطين
هل تعرف مقام الصمت
الرهيب ؟؟
انا عنوان العراق !!
هب لي بدمع
اذرفه على كل اليتامى
المقهورين
اسفحه على
كل العراقيين الطيبين
لا على من جنى
بحق طفولتي البريئة
يا وزيرا من المارقين
الساذجين .. والمنافقين ..
والساقطين الراقصين
اسألكم أنا ؟
هل اكون عنوان العراق ؟؟ !!
أسألكم أنا ؟
من قتلني بهذا الموت البطئ ؟؟
من رّش حديقتي بدمي ؟
دون ان يصّلي مع التائبين
هب لي انا
سماع أغنية حزينة
تحكي قصتنا الكئيبة
تروي أعيننا البريئة
تفضح كل الحاكمين
الصاغرين
والسدنة المارقين
لعل في العراق
انسحاقي ها هنا
لعل في العراق
انبعاثي كالعنقاء انا
هل اكون عنوان العراق !!
-4-
ايتها الملائكة
في آخر السماء
رتلي بوحي أغنيتي انا
ابعثيه الى كل اجزاء الارض
لحــنــا صارخا
يدين كل الاوصياء
يسمّي كل الزنادقة
ينادي كل الاشقياء
السفلة .. الادعياء
اسألكم بفاطر الارض
والسماء
اسألكم بحق كل الانبياء
اسألكم بدم الشهداء
انا عنوان شعب العراق !
ماذا جنيت يا زناة انا ؟
ماذا كتب علّي ها هنا ؟
أن أعيش كل القذارات
بين كث الشوارب او نتانات اللحى
وجيش شعبي من العمامات
حتى ينحرني رعاع العراق ؟
ماذا جنيت أنا ؟
حتى يسحقني شقاة العراق ؟
ماذا فعلت انا ؟
حتى يقبرني بغاة العراق ؟
أم غزاة العراق
امتطوا كل الرذائل
واستباحوا كل كياني انا
اطفئوا كل التوهج
حتى جاء الغرباء
من كل علب الليل
ما بين آخر صرخة
أو آخر رعشة
أو آخر رجفة
هل اكون عنوان العراق ؟
وانا في كومة ازبال
او قطعة راح يأكلها الصدأ
من الاوساخ والابوال
لم يمسحوا عني
كل الاوحال
هل اصلح بعد هذا انا
ان اشغل وظيفة ها هنا
اسمها : مستقبل العراق ؟؟
اطفال نفاية .. ولكنهم ليسوا تفاهة
بين أوجاع الزمن
هل اصلح ان اكون مستقبلكم ؟؟
هل اكون بعد اليوم
عنوان عراقيتكم .. ؟؟
لا الوم هذا العالم
بل الوم كل من جعلني في قلب المحرقة ..
في هذا العراق
تبّا لكل القتلة .. انا ارفضهم أنا !
كتبت في يوم غابر عاثر من اكتشاف دار الحنان للاطفال العراقيين المعوقين ، وتبرير مجلس النواب العراقي الجريمة بالاطفال العراة ببغداد
30 / 7 / 2007
المجلس ، 8 سبتمبر / ايلول 2007
لشاعر\ الدكتور سّيار الجميل
الرئيسية 
السبت سبتمبر 15, 2007 1:31 pm